مقال عن لاعب نورتيش سيتى تيمو بوكى

مساء الجمعة كنا على موعد انطلاق أقوى دورى فى العالم وهو البرمييرليغ.
أبطال أوروبا ليفربول كانوا على موعد مع الوافد الجديد الكنارى نوريتش سيتى، وفاز فريق ليفربول برباعية، هذا ما يحدث لك عندما تفتح الدورى فى ملعب انفيلد.
بدأ ليفربول المباراة بجدية تامة، ومع استغلال سذاجة مدافعى نورتيش سيتى نجح فى تسجيل أربعة أهداف فى شوط المباراة الأول عن طريق هدف عكسى فى البداية، ثم محمد صلاح وفان دايك وأوريجي كعادته تمكن من إحراز الهدف الرابع لليفربول بعد كرة عرضية متقنة من أرنولد ليودعها البلجيكي برأسه في الشباك، ليحسم الثلاث نقاط مبكرًا.

رغم هذه النتيجة إلا أن فريق نورتيش ظهر بثقة على أرضية الميدان فى تناقل الكرة، وبداية الهجمات من الخط الخلفى، رغم صغر سن لاعبى الفريق، وأكثر عناصر الفريق التى أظهرت تميزاً المهاجم القادم من فنلندا تيمو بوكى، وهو نجم مقالانا اليوم.


عندما تستمع إلى كلمة فنلندا، يأتى فى ذهنك العاصمة هلسنكى والمساحات الخضراء الكبيرة بها، والحرب الأهلية، والحروب العالمية مع انجلترا وروسيا، هؤلاء الفنلنديون لا يمارسون كرة القدم بكل تأكيد، لكن على عكس ظنك، المنتخب الفنلندى من أقدم المنتخبات، بألوان العلم الأبيض والأزرق، لم تكن فنلندا ابداً دولة رائدة فى كرة القدم، بالتأكيد أنت لا تعرف اسم أى لاعب فنلندى، فأشهر لاعب عندهم هو يارى ليتمانن، أكثر اللاعبين مشاركة والأكثر تسجيلاً للأهداف لمنتخب بلاده، لعب فى برشلونة وليفربول. يلقب بالملك فى بلاده فنلندا

كأن الطيور الفنلندية لا تُجيد الطيران، ولا يوجد عندهم جينات كرة القدم، لكن دائماً ما يكون هناك عصفور أو -كنارى كلقب فريقه- يُفضل التغريد خارج القفص، وفى أقوى دورى فى العالم، إنه التيمو بوكى بهذا الأسم الموسيقى كأنك تستمع إلى معزوفة فى أوبرا سيدنى، أعتقد أن هذه ما ستراه من التيمو بوكى فى مسابقات الدورى، ستشاهد أهداف كثيرة من هذا الرجل.

كل شخص فى الحياة لديه موهبة خاصة، موهبة محددة، اعتقد أن موهبتى فى الحياة هى تسجيل الأهداف، لا أعلم كيف انتهى بى المطاف إلى كونى مهاجماً، لكننى كل ما أتذكره أننى كنت مهووساً بتسجيل الأهداف فى طفولتى، أن أتحرك بين اللاعبين وأرى الشباك تهتز بكورتى، قل لى هل هناك متعة أكبر من هذا؟

اعتدت أن أتناول الشطائر مع عمتى، قبل ذهابى إلى لعب الكرة، اعتادت عمتى تجهيز جميع أنواع الشطائر لى، يبدو أننى على موعد فى حفلة مع فتاة جميلة، لكننى لم أحظى بتلك الفتاة، طوال حياتى كانت تُحولنى الشكوك حول قدراتى، عشت سنوات صعبة، ألعب فى الدنمارك، فى فنلندا، فى إشبيلية الاسبانى لكننى مع هذا لم أجد نفسي.

انتقلت إلى شالكه الألمانى، الحياة فى ألمانيا صعبة، يبدو أن ذاك الفنلندى الأبيض لن يُحقق حلم طفولته، وهو تسجيل الأهداف، رؤية الشباك تهتز، لقد تجمدت الشباك، وكأننى سائح فى المانيا، أتناول البرجر وأذهب إلى المزارات السياحية، لم أكن اتطلع إلى هذا، كان مقياس النجاح مختلفاً عندى.

صيف 2018 جاءت فرصة الانتقال إلى نورتيش، نادى فى الشامبيونشيب!، قررت أن أخوض التجربة، سجلت فى ميدلسبره هدف الفوز لفريقى وبعد هذا رأيت الشباك تهتز أمامى، هدف تلو الأخر، لقد فُتحت شهيتى، وكأننى فى مطعم فايف جايز اتناول برجر، أعذرنى أنا أحب البرجر، فى نهاية المطاف أنا هداف الدورى ب 29 هدف، هذا ما كنت أتطلع إليه دائماً، ذاك الأبيض الفنلندي سيلعب فى البرمييرليغ!

على التيمو بوكى أن يتجهز سيلعب فى البرمييرليغ، حفل مع عائلتى، وكالعادة أتناول البرجر، ولكن هذه المرة معى تلك الفتاة الجميلة، عائلتى تشجع ليفربول، كانوا سعداء عندما علموا أننى سأذهب إلى انفيلد فى مباراتى الأولى.

لكن أن أسجل أيضاً فى الأنفيلد، لا شىء يضاهى هذا الشعور، لكنه لن يكون أخر أهدافى، هذا الفتى من فنلندا لديه تطلعات، لماذا لا أحصل على لقب هداف الدورى.

تناول البرجر، أو أذهب إلى رحلة صيد، ولكن تأكد من أن لديك طُعم لتتصاد الأسماك، إن نسيت الطُعم فكأنك مهاجم لا تحرز أهدافاً، ولن تحب هذا يا صديقى.

سأبقى دوماً ممتناً لكرة القدم، هذا أنا التيمو بوكى !
تيمو بوكى هداف الشامبيونشيب ٢٠١٨ 






تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أكواد دوريات الفانتازى المشهورة ( جوائز )

نتائج الجولة الخامسة - الدوري الإنجليزي الممتاز.

حفلة لا سكالا The best: