التكتيك في زمن الطيبين



المقدمة

في البداية، لا يُمكن بشكلٍ قاطعٍ تحديد من أين نشأت لعبة كرة القدم، فقد أشارت الكثير من الحضارات إلى عدة ألعاب تتضمن ركل الكرةِ بالأقدام، إلا أنه يُمكن القول بأن كرة القدم بشكلها الحديث تعود جذورها إلى (لعبة الغوغاء Mob Game) والتي انتشرت في #بريطانيا في العصور الوسطى.

في ذلك الوقت، اختلفت قواعد اللعبة من مكانٍ إلى آخر ولم يكن هنالك عدد محدد للاعبين، وكانت اللعبة عنيفة وفوضوية وتضمنت فريقين يحاول كل منهما ركل الكرة تجاه هدفٍ ما في الطرف الآخر من الملعب، وبسبب ما احتوت عليه من عنفٍ وفوضوية تم حظرها أكثر من مرة.

بدأت التشكيلات التكتيكية بالظهور بعد أن ارتفعت شعبية اللعبة خلال القرن التاسع عشر، وبسبب اختلاف القوانين من مكانٍ لآخر، قرّر "هنري مالدن" عقد اجتماع في عام 1848م لتحديد قوانين واضحة لكرة القدم والتي عُرِفت فيما بعد بـ(قوانين كامبريدج)، قبل أن يتأسس الاتحاد الإنجليزي سنة 1863م.

                                                                       يتبع..









(7-2-1)

فوضى اللامركزية



قبل أن يفرض قانون التسلل كانت الفرق ترمي بالكرة إلى الأمام وتشن هجوما كاملا بكل عناصر الفريق تقريبا، كان هناك لاعبين ملتصقين بمرمى الخصم ينتظرون تلقي الكرة، وتسديدها إلى المرمى.

أدى ذلك إلى وجود فوضة كبيرة في الملعب، وتقريبا عدم وجود مركزية للاعب كما هو معروف اليوم، أي أن الفريق يهاجم، ويدافع معا بدون توزيع للمراكز، والوظائف للاعبين، مثل: لاعبي دفاع، أوأجنحة، أوارتكاز، ووسط، وهجوم.

              (5-3-2)

ليس من المهم أن تفوز، ولكن المهم أن تلعب

في عام 1863 فرض الاتحاد الإنجليزي أول قانون للتسلل، ولكنه كان صارما جدا، ويشبه إلى حد كبير قانون التسلل في لعبة الرجبي اليوم، وهو يعتبر اللاعب متسللا بمجرد وجوده بين الكرة، ومرمى الخصم حتى وإن كان في مكان بعيد عن الكرة، أوالهجمة.

فرض ذلك على المدربين تقليل عدد المهاجمين، ودعم خط الوسط لمنع حدوث التسلل من مهاجمين غير مشتركين في اللعبة؛ فأصبح التشكيل الأكثر انتشارا 5-3-2.

كانت البداية الحقيقة للفكر الخططي والتطور الطبيعي لتوزيع اللاعبين في الملعب بشكل احترافي اللعب على تمرير الكرة وإلتزام كل لاعب بالمركز الذي يتواجد فيه.

وظهر في تلك الطريقة التي كانت منتشرة في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي ما يسمي بـ"موجات التمرير" حيث تنقل الكرة بين جانبي الملعب واستغلال المساحات الدفاعية الفارغة في كل جانب.









(6-2-2)

مرر أيها الإسكتلندي























كانت إسكتلندا أول من يعمتد على كثرة التمريرات من أجل الوصول إلى المرمى، بينما كان العالم في القرن الـتاسع عشر يلعب بطريقة 1-1-8، كان المنتخب الإسكتلندي أول من اعتمد على طريقة 2-2-6 وبالرغم من ذلك كان الأكثر سيطرة على الكرة، وتهديدا للمرمى؛ لأن الخطة كانت أكثر تنظيما، واعتمدت على لاعبين الوسط؛ لإيصال الكرات للهجوم، بجانب لاعبي الدفاع.

في حين كان المنتخب الإنجليزي يعتمد على الكرا-ت الطويلة للوصل إلى المنافس في أسرع وقت؛ من خلال تنفيذ طريقته 8-1-1.

وهي مشتقة من9-1، حيث تعتمد على لاعبين خلف المهاجمين؛ لإيصال الكرات، وهي بداية استخدام الأسلوب الإنجليزي المعروف.



False 9المهاجم الوهمي

مركز تكتيكي في الكرة الحديثة يخدع المدافعين، حيث يظهر نظريًا للجميع أن الفريق الذى يطبق خطة 4-3-3، يلعب بدون رأس حربة، ولكن هناك لاعب يخوض المباراة في مركز المهاجم، ولكنه ليس بشكل صريح، حيث تلعب الكرات الطولية أو القصيرة في ظهر المدافعين.

كما لأبد أن تتوافر بعض السمات في اللاعب الذي يشغل مركز "المهاجم الوهمي"، أهمها أن يعرف وظيفة رأس الحربة المتأخر التي يقوم فيها بدور صانع الألعاب أيضًا، وأن يكون قادر على القيام بأي دور في كل مراكز الملعب، حيث دائما ما يعود للخلف لمساندة زملائه في خط الوسط سواء دفاعيًا أو هجوميًا في صنع الهجمات، وأن يمتاز بعناصر اللياقة البدنية مثل السرعة والمرونة و الرشاقة و القوة البدنية، والتحكم العضلي والعصبي لجسمه.

-        بداية المهاجم الوهمي:

في ثلاثينيات القرن الماضي، المنتخب النمساوي كان معروفاً بأنه فريق الأحلام، ويقود الفريق في الهجوم المهاجم المنسحب للخلف ماثياس سيندلار. سيندلار كان واحداً من أوائل المهاجمين الذين دخلوا للعمق ليلحقوا الخراب بالدفاع.

ربما كان أول مهاجم وهمي في التاريخ، فقدرات اللاعب البدنية لم تكن تسمح له باللعب كمهاجم تقليدي، لكنه كان مبتكرًا ويتمتع بقدرات عالية على المراوغة، ويسقط دومًا في العمق ليخلق الفجوات بين دفاع الخصم ليُشرك المزيد من زملائه في اللعب.




مدرب منتخب فرنسا «جورج كيمبتون» يقول للاعبيه مقولته الشهيرة في بطولة كأس العالم 1934 قبل مواجهة فريقه لمنتخب النمسا: «إذا ذهب سينديلار إلى المراحيض، اتبعوه الى المراحيض».

(5-3-2)



كانت البداية الحقيقة للفكر الخططي، والتطور الطبيعي لتوزيع اللاعبين في الملعب بشكل احترافي اللعب على تمرير الكرة، وإلتزام كل لاعب بالمركز الذي يتواجد فيه.

ظهرت خطة 5-3-2 والتي عُرِفَت بـ(الهرم) عندما لعب نادي جامعة كامبردج بها بشكل رسمي، ولكن قبل ذلك كانت هنالك بعض المحاولات للاعتماد عليها خصوصا من طرف نادي نوتنغهام فورست عندما كان سام ويدووسن قائدا للفريق.

الانتشار التدريجي لخطة 5-3-2 حوّل مركز(قلب الدفاع) إلى نقطة ارتكاز الفريق، حيث تحدّث الكاتب النمساوي ويلي مايسل عن قلب الدفاع حينها بأنه (الرجل الأكثر أهمية على أرض الملعب).

واستمرت فرق كرة القدم لنحو 3 عقود لا تلعب بأكثر من مدافعين اثنين، حتى تغيير قانون التسلل عام 1925.

كان قانون التسلل منذ عام 1866م يقتضي بأنه حتى يكون المهاجم خارج منطقة التسلل لا بد من وجود 3 لاعبين بينه وبين مرمى الخصم (حارس المرمى ولاعبين اثنين آخرين).


هذا القانون منذ نشأته كان يُصعّب من مهمة المهاجمين بشكلٍ كبير، وهو ما أدّى إلى قلّة معدل الأهداف في المباريات. ولكن مع تغيير قانون التسلل ابتكر "تشابمان" خطة 3-2-2-3 بوجود مركز جديد هو Center Back.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أكواد دوريات الفانتازى المشهورة ( جوائز )

تشكيلة فانتازي تضم صلاح وسترلينج وكين واوبامينج، وتكملة التشكيلة بعناصر مميزة