يا أبيض يا أسود، والكل رمادى !
انا متعب، متعب من كل شئ، متعب من كوني انا، اتمنى لو استطيع البكاء والصراخ، اتمنى لو استطيع الهرب، لكنني لا استطيع، لكنني لا اقدر!
في الحقيقة، في البداية ولمدة طويلة لم أكن سأكون جزء من هذا، وأكتب هذه الكلمات، الأمور عندى كانت تُقاس " يا أبيض يا أسود "، وأنا طوال حياتى لونى رمادى!
ولأن كرة القدم لا تُكايل لا بالطماطم ولا بالجزر، فلماذا نعشق عقد المقارنات، لماذا " يا أبيض يا أسود "، " يا ميسى يا كريستيانو "، " يا صلاح أفضل لاعب، يا أكبر محظوظ " ؟
الأمر يبدو بديهي، نحب المقارنات حتى نصل إلى حقيقة أفضلية شيء ما على الآخر، أو حتى نتحايل على الواقع المرير حتى نصبح أشخاصاً أفضل وكأن الفوز فى تلك المقارنات سيجعل منك أفضل، أو للأسف كي نضيع وقتنا ونحن نستمتع بفعل نراه مُسليًا للغاية حتى وإن كان عكس ذلك.
لذا، أُحب اللون الرمادي أكثر من أي لون آخر، هو اللون الذي يمثل طبيعة البشر، لا يوجد بيننا ملاك مُنزّل ولن نرى بمدينتنا شيطانًا رجيم، نخطىء ونُصيب، بدرجاتٍ مُتفاوتة في كل ليلة، هذه فطرتنا.
أهرب من عواطفك، ومن مشاعرك، استبدل مكانك بسرعة، ما فائدة قول " محمد صلاح هو صنيعة الحظ، وأن الكرة قد أعطته ما لا يستحقه مقارنة بفُلان، لماذا؟ لأنه الداعم الأكبر لصديقه المتحرش! "
فالليلة أنت محاط بإشادات الجمع كافة، وغدًا قد تتحول إلى عالة على نفس الجمع، لأن كرة القدم هى أكثر المسارح ملائمة لمرضى الازدواجية، المحاباة !
صلاح يخطئ ويصيب، هو من حقق حلم هذا الجيل، ووصل إلى أبعد النقاط، وهو ما تخونه التصريحات الإعلامية أحياناً!
لكنه يظل صلاح أهم لاعب كرة مصرى !
ولأن الكرة والحياة مش كيلو طماطم، لا يوجد " يا أبيض يا أسود " !
ولدت في قرية صغيرة لا يعرف عنها أحد شيئًا، هذه هي البداية، أين ستأخذني هذه القصة؟ ما الذي سأحققه؟ ما هي النهاية؟ لا أعلم، لكن أحلامي تناطح السحاب
أنا هداف البرمييرليغ، حققت دورى الأبطال، لعبت وسجلت فى كأس العالم، أنا محمد صلاح، انتظرنى كأفضل لاعب فى العالم، قد تغضب منى فى بعض الأوقات، لكن هذا لا يعنى أن تكرهنى !
تعليقات
إرسال تعليق